!°¨¨™¤¦شاطئ اسكندرية¦¤™¨¨°!
شاطئ اسكندرية يرحب بكم

مع تحيات
طااااايش بس عااااايش
!°¨¨™¤¦شاطئ اسكندرية¦¤™¨¨°!
شاطئ اسكندرية يرحب بكم

مع تحيات
طااااايش بس عااااايش
!°¨¨™¤¦شاطئ اسكندرية¦¤™¨¨°!
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


!°¨¨™¤¦شاطئ اسكندرية¦¤™¨¨°!
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» انا زعلانة
قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 09, 2011 10:51 pm من طرف لمدلعه

» اعتقال أربعة صحفيين روس بمصر
قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_icon_minitimeالخميس فبراير 03, 2011 12:51 am من طرف ألأسكندرانى

» أوباما يعيد المفاوضات للمربع الأول
قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_icon_minitimeالخميس فبراير 03, 2011 12:10 am من طرف ألأسكندرانى

» تكاتف بين أعضاء اللجان الشعبية بمصر
قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_icon_minitimeالخميس فبراير 03, 2011 12:00 am من طرف ألأسكندرانى

» من يخلف مبارك في رئاسة مصر؟
قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 02, 2011 11:56 pm من طرف ألأسكندرانى

» واشنطن: نريد التغيير في مصر الآن
قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 02, 2011 11:53 pm من طرف ألأسكندرانى

» في إطار المتابعات الأمنية لإعادة الانضباط للشارع المصري
قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 02, 2011 11:48 pm من طرف ألأسكندرانى

» قال أنها تسعى لتأجيج الوضع الداخلي فى مصر حسام زكى :حديث أطراف أجنبية عن مرحلة انتقالية الآن مرفوض
قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 02, 2011 11:43 pm من طرف ألأسكندرانى

» مصادمات بين مؤيدين ومعارضين للاستقرار في مصر
قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 02, 2011 11:41 pm من طرف ألأسكندرانى

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
رحومة بو العمدة
قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_vote_rcapقصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_voting_barقصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_vote_lcap 
بنت أسكندريه
قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_vote_rcapقصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_voting_barقصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_vote_lcap 
جيفارا
قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_vote_rcapقصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_voting_barقصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_vote_lcap 
ألأسكندرانى
قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_vote_rcapقصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_voting_barقصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_vote_lcap 
ήǾƯЯ♥€ŁĐĨή
قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_vote_rcapقصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_voting_barقصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_vote_lcap 
اسيرة الدموع
قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_vote_rcapقصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_voting_barقصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_vote_lcap 
روميساء
قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_vote_rcapقصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_voting_barقصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_vote_lcap 
дήã қimő
قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_vote_rcapقصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_voting_barقصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_vote_lcap 
طايش بس عايش
قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_vote_rcapقصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_voting_barقصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_vote_lcap 
حدوتة مصرية
قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_vote_rcapقصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_voting_barقصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_vote_lcap 
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 4 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 4 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 28 بتاريخ الأربعاء مارس 01, 2023 10:40 am

 

 قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
дήã қimő
نائب المدير
дήã қimő


عدد المساهمات : 102
تاريخ التسجيل : 08/01/2010

قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 Empty
مُساهمةموضوع: قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1   قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 I_icon_minitimeالجمعة يناير 15, 2010 10:30 am

[size=24]
قصة سليمان بن داود عليهما السلام


قال الحافظ ابن عساكر: هو سليمان بن داود بن إيشا بن عويد بن عابر بن
سلمون بن نحشون بن عمينا داب بن ارم بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب
بن إسحاق بن إبراهيم أبي الربيع نبي الله بن نبي الله. جاء في بعض الآثار
أنه دخل دمشق، قال ابن ماكولا: فارص بالصاد المهملة، وذكر نسبه قريبا مما
ذكره ابن عساكر.

قال الله تعالى: { وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا
أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ
شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ } [النمل: 16] أي: ورثه في النبوة والملك، وليس المراد ورثه في المال، لأنه قد كان له بنون غيره، فما كان ليخص بالمال دونهم.

ولأنه قد ثبت في الصحاح من غير وجه عن جماعة من الصحابة أن رسول الله قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg قال:
« لا نورث ما تركنا فهو صدقة ».
وفي لفظ: « نحن معاشر الأنبياء لا نورث »، فأخبر الصادق
المصدوق أن الأنبياء لا تورث أموالهم عنهم كما يورث غيرهم، بل يكون
أموالهم صدقة من بعدهم على الفقراء والمحاويج، لا يخصون بها أقرباؤهم لأن
الدنيا كانت أهون عليهم، وأحقر عندهم من ذلك، كما هي عند الذي أرسلهم
واصطفاهم وفضلهم.

وقال: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ } الآية يعني أنه عليه السلام كان يعرف ما يتخاطب به الطيور بلغاتها، ويعبر للناس عن مقاصدها وإرادتها.
وقد قال الحافظ أبو بكر البيهقي: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ: أنبأنا
علي بن حمشاد، حدثنا إسماعيل بن قتيبة، حدثنا علي بن قدامة، حدثنا أبو
جعفر الاستوائي، يعني محمد بن عبد الرحمن، عن أبي يعقوب العمي، حدثني أبو
مالك قال:

مر سليمان بن داود بعصفور يدور حول عصفورة، فقال لأصحابه: أتدرون ما يقول؟
قالوا: وما يقول يا نبي الله؟
قال: يخطبها إلى نفسه ويقول: زوجيني، أسكنك أي غرف دمشق شئت.
قال سليمان عليه السلام: لأن غرف دمشق مبنية بالصخر لا يقدر أن يسكنها أحد، ولكن كل خاطب كذاب.
رواه ابن عساكر، عن أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن البيهقي به.
وكذلك ما عداها من الحيوانات وسائر صنوف المخلوقات والدليل على هذا قوله بعد هذا من الآيات { وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ }
أي: من كل ما يحتاج الملك إليه من العدد والآلات، والجنود، والجيوش،
والجماعات من الجن، والإنس، والطيور والوحوش، والشياطين السارحات، والعلوم
والفهوم، والتعبير عن ضمائر المخلوقات، من الناطقات والصامتات.

ثم قال: { إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ } أي: من بارئ البريات، وخالق الأرض والسموات.
كما قال تعالى: { وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ
وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى
وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا
مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا
يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ
أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى
وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ
فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ } [النمل: 17-19] .

يخبر تعالى عن عبده، ونبيه، وابن نبيه سليمان بن داود عليهما الصلاة
والسلام، أنه ركب يوما في جيشه جميعه من الجن والإنس والطير، فالجن والإنس
يسيرون معه، والطير سائرة معه تظله بأجنحتها من الحر وغيره، وعلى كل من
هذه الجيوش الثلاثة وزعة، أي: نقباء يردون أوله على آخره، فلا يتقدم أحد
عن موضعه الذي يسير فيه، ولا يتأخر عنه.

قال الله تعالى: { حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ
قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا
يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } فأمرت، وحذرت، وأعذرت عن سليمان وجنوده بعدم الشعور.

وقد ذكر وهب أنه مر وهو على البساط بواد بالطائف، وأن هذه النملة كان
اسمها جرسا، وكانت من قبيلة يقال لهم بنو الشيصبيان، وكانت عرجاء، وكانت
بقدر الذئب.

وفي هذا كله نظر، بل في هذا السياق دليل على أنه كان في موكبه راكبا في
خيوله وفرسانه، لا كما زعم بعضهم من أنه كان إذ ذاك على البساط، لأنه لو
كان كذلك لم ينل النمل منه شيء، ولا وطء، لأن البساط كان عليه جميع ما
يحتاجون إليه من الجيوش، والخيول، والجمال، والأثقال، والخيام، والأنعام،
والطير من فوق ذلك كله، كما سنبينه بعد ذلك إن شاء الله تعالى.

والمقصود أن سليمان عليه السلام فهم ما خاطبت به تلك النملة لامتها من
الرأي السديد، والأمر الحميد، وتبسم من ذلك على وجه الاستبشار، والفرح
والسرور، بما أطلعه الله عليه دون غيره، وليس كما يقوله بعض الجهلة من أن
الدواب كانت تنطق قبل سليمان وتخاطب الناس، حتى أخذ عليهم سليمان بن داود
العهد، وألجمها فلم تتكلم مع الناس بعد ذلك.

فإن هذا لا يقوله إلا الذين لا يعلمون، ولو كان هذا هكذا لم يكن
لسليمان في فهم لغاتها مزية على غيره، إذ قد كان الناس كلهم يفهمون ذلك،
ولو كان قد أخذ عليها العهد أن لا تتكلم مع غيره وكان هو يفهمها، لم يكن
في هذا أيضا فائدة يعول عليها، ولهذا قال:

{ رَبِّ أَوْزِعْنِي } أي: ألهمني وأرشدني: { أَنْ
أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ
وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي
عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ } فطلب من الله أن يقيضه للشكر على ما أنعم
به عليه وعلى ما خصه به من المزية على غيره، وأن ييسر عليه العمل الصالح،
وأن يحشره إذا توفاه مع عباده الصاحين. وقد استجاب الله تعالى له.

والمراد بوالديه: داود عليه السلام وأمه، وكانت من العابدات الصالحات،
كما قال: سنيد بن داود عن يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر عن
النبي قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg قال: « قالت أم سليمان بن داود: يا بني لا تكثر النوم بالليل، فإن كثرة النوم بالليل تدع العبد فقيرا يوم القيامة ». رواه ابن ماجه عن أربعة من مشايخه عنه به نحوه.

وقال عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري، أن سليمان بن داود عليه السلام
خرج هو وأصحابه يستسقون، فرأى نملة قائمة رافعة إحدى قوائمها تستسقي، فقال
لأصحابه: ارجعوا فقد سقيتم، إن هذه النملة استسقت فاستجيب لها.

قال ابن عساكر: وقد روي مرفوعا، ولم يذكر فيه سليمان، ثم ساقه من طريق
محمد بن عزيز، عن سلامة بن روح بن خالد، عن عقيل، عن ابن شهاب، حدثني أبو
سلمة عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg يقول:

« خرج نبي من الأنبياء بالناس يستسقون الله، فإذا هم بنملة رافعة
بعض قوائمها إلى السماء فقال النبي ارجعوا فقد استجيب لكم من أجل هذه
النملة ».

وقال السدي: أصاب الناس قحط على عهد سليمان عليه السلام، فأمر الناس
فخرجوا، فإذا بنملة قائمة على رجليها، باسطة يديها، وهي تقول: اللهم إنا
خلق من خلقك، ولا غناء بنا عن فضلك. قال: فصب الله عليهم المطر.

قال تعالى: { وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى
الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابا
شَدِيدا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ *
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ
وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً
تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ *
وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ
وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ
الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا
يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي
السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ *
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * قَالَ
سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * اذْهَبْ
بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ
مَاذَا يَرْجِعُونَ * قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ
إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي
مُسْلِمِينَ * قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا
كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرا حَتَّى تَشْهَدُونِ * قَالُوا نَحْنُ أُولُو
قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا
تَأْمُرِينَ * قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً
أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ
يَفْعَلُونَ * وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ
بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ * فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ
أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ
بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ * ارْجِعْ إِلَيْهِمْ
فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا
وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ } [النمل: 20-37] .

يذكر تعالى ما كان من أمر سليمان والهدهد، وذلك أن الطيور كان على كل
صنف منها مقدمون، يقدمون بما يطلب منهم، ويحضرون عنده بالنوبة، كما هي
عادة الجنود مع الملوك.

وكانت وظيفة الهدهد على ما ذكره ابن عباس وغيره أنهم كانوا إذا أعوزوا
الماء في القفار في حال الأسفار يجيء فينظر له هل بهذه البقاع من ماء،
وفيه من القوة التي أودعها الله تعالى فيه أن ينظر إلى الماء تحت تخوم
الأرض، فإذا دلهم عليه حفروا عنه واستنبطوه وأخرجوه واستعملوه لحاجتهم،
فلما تطلبه سليمان عليه السلام ذات يوم فقده، ولم يجده في موضعه من محل
خدمته.

{ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ } أي: ماله مفقود من ههنا، أو قد غاب عن بصري فلا أراه بحضرتي. { لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابا شَدِيدا } توعده بنوع من العذاب، اختلف المفسرون فيه، والمقصود حاصل على كل تقدير. { أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ } أي: بحجة تنجيه من هذه الورطة.
قال الله تعالى: { فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ } أي: فغاب الهدهد غيبة ليست بطويلة ثم قدم منها { فَقَالَ } لسليمان { أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ } أي: اطلعت على ما لم تطلع عليه { وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ } أي: بخبر صادق { إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ }
يذكر ما كان عليه ملوك سبأ في بلاد اليمن من المملكة العظيمة، والتبابعة
المتوجين، وكان الملك قد آل في ذلك الزمان إلى امرأة منهم ابنة ملكهم، لم
يخلف غيرها، فملَّكوها عليهم.

وذكر الثعلبي وغيره أن قومها ملكوا عليهم بعد أبيها رجلا، فعم به
الفساد، فأرسلت إليه تخطبه، فتزوجها فلما دخلت عليه سقته خمرا، ثم حزت
رأسه، ونصبته على بابها، فأقبل الناس عليها، وملكوها عليهم، وهي بلقيس بنت
السيرح، وهو الهدهاد، وقيل: شراحيل بن ذي جدن بن السيرح بن الحرث بن قيس
بن صيفي بن سبابن يشجب بن يعرب بن قحطان.

وكان أبوها من أكابر الملوك، وكان يأبى أن يتزوج من أهل اليمن، فيقال:
إنه تزوج بامرأة من الجن اسمها ريحانة بنت السكن، فولدت له هذه المرأة،
واسمها تلقمة، ويقال لها بلقيس.

وقد روى الثعلبي من طريق سعيد بن بشير عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة عن النبي قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg أنه قال: « كان أحد أبوي بلقيس جنيا ». وهذا حديث غريب، وفي سنده ضعف.
وقال الثعلبي: أخبرني أبو عبد الله بن قبحونة، حدثنا أبو بكر بن جرحة،
حدثنا ابن أبي الليث، حدثنا أبو كريب، حدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن
مسلم، عن الحسن، عن أبي بكرة قال: ذكرت بلقيس عند رسول الله قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg فقال: « لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة » إسماعيل بن مسلم هذا هو المكي ضعيف.

وقد ثبت في صحيح البخاري، من حديث عوف، عن الحسن، عن أبي بكرة أن رسول الله قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg لما بلغه أن أهل فارس ملكوا عليهم ابنة كسرى، قال: « لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ». ورواه الترمذي، والنسائي، من حديث حميد، عن الحسن، عن أبي بكرة، عن النبي قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1 18px-%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg بمثله، وقال الترمذي: حسن صحيح.
وقوله: { وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ } أي: مما من شأنه أن تؤتاه الملوك { وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ } يعني: سرير مملكتها كان مزخرفا بأنواع الجواهر، والآلي، والذهب، والحلي الباهر.
ثم ذكر كفرهم بالله، وعبادتهم الشمس من دون الله، وإضلال الشيطان لهم،
وصده إياهم عن عبادة الله وحده لا شريك له، الذي يخرج الخبء في السموات
والأرض، ويعلم ما يخفون وما يعلنون أي: يعلم السرائر، والظواهر من
المحسوسات والمعنويات.

{ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ }
أي: له العرش العظيم الذي لا أعظم منه في المخلوقات، فعند ذلك بعث معه
سليمان عليه السلام، كتابه يتضمن دعوته لهم إلى طاعة الله، وطاعة رسوله،
والإنابة والإذعان إلى الدخول في الخضوع لملكه وسلطانه، ولهذا قال لهم: { أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ } أي: لا تستكبروا عن طاعتي وامتثال أوامري { وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } أي: وأقدموا علي سامعين مطيعين، بلا معاودة ولا مراودة.

فلما جاءها الكتاب مع الطير، ومن ثم اتخذ الناس البطائق، ولكن أين
الثريا من الثرى، تلك البطاقة كانت مع طائر سامع مطيع فاهم عالم بما يقول
ويقال له، فذكر غير واحد من المفسرين وغيرهم، أن الهدهد حمل الكتاب وجاء
إلى قصرها فألقاه إليها، وهي في خلوة لها، ثم وقف ناحية ينتظر ما يكون من
جوابها عن كتابها.

فجمعت أمراءها، ووزراءها، وأكابر دولتها إلى مشورتها { قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ } ثم قرأت عليهم عنوانه أولا:
{ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ } ثم قرأته وَإِنَّهُ بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي
مُسْلِمِينَ } ثم شاورتهم في أمرها، وما قد حل بها، وتأدبت معهم، وخاطبتهم
وهم يسمعون { قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرا حَتَّى تَشْهَدُونِ } تعني: ما كنت لأبت أمرا إلا وأنتم حاضرون.

{ قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ } يعنون: لنا قوة وقدرة على الجلاد والقتال ومقاومة الأبطال، فإن أردت منا ذلك فإنا عليه من القادرين { وَ } مع هذا { اَلْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ }
فبذلوا لها السمع والطاعة، وأخبروها بما عندهم من الاستطاعة، وفوضوا إليها
في ذلك الأمر لترى فيه ما هو الأرشد لها ولهم، فكان رأيها أتم وأسد من
رأيهم، وعلمت أن صاحب هذا الكتاب لا يغالب، ولا يمانع، ولا يخالف، ولا
يخادع.

{ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا
وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ }

تقول برأيها السديد: إن هذا الملك لو قد غلب على هذه المملكة لم يخلص
الأمر من بينكم، إلا إلي، ولم تكن الحدة والشدة والسطوة البليغة إلا علي.

{ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ }
أرادت أن تصانع عن نفسها وأهل مملكتها، بهدية ترسلها، وتحف تبعثها، ولم
تعلم أن سليمان عليه السلام لا يقبل منهم، والحالة هذه صرفا ولا عدلا،
لأنهم كافرون وهو وجنوده عليهم قادرون.

ولهذا: { فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ
بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ
بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ } هذا وقد كانت تلك الهدايا مشتملة على أمور عظيمة، كما ذكره المفسرون.

ثم قال لرسولها إليه ووافدها الذي قدم عليه والناس حاضرون يسمعون {
ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ
بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ }
يقول: ارجع بهديتك التي قدمت بها إلى من قد من بها فإن عندي مما قد أنعم
الله علي وأسداه إلي من الأموال والتحف والرجال، ما هو أضعاف هذا وخير من
هذا، الذي أنتم تفرحون به، وتفخرون على أبناء جنسكم بسببه.

{ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا }
أي: فلأبعثن إليهم بجنود لا يستطيعون دفاعهم، ولا نزالهم، ولا مما نعتهم،
ولا قتالهم، ولأخرجنهم من بلدهم، وحوزتهم، ومعاملتهم، ودولتهم أذلة { وَهُمْ صَاغِرُونَ } عليهم الصغار، والعار، والدمار.

فلما بلغهم ذلك عن نبي الله، لم يكن لهم بد من السمع والطاعة، فبادروا
إلى إجابته في تلك الساعة، وأقبلوا صحبة الملكة أجمعين، سامعين، مطيعين،
خاضعين، فلما سمع بقدومهم عليه، ووفودهم إليه، قال لمن بين يديه ممن هو
مسخر له من الجان، ما قصَّه الله عنه في القرآن.

{ قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا
قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا
آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ
لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا
آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ
مُسْتَقِرّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي
أأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ
وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ * قِيلَ لَهَا ادْخُلِي
الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ
سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ * قِيلَ لَهَا
ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ
سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ
إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ } [النمل: 38-43] .

لما طلب سليمان من الجان أن يحضروا له عرش بلقيس، وهو سرير مملكتها التي تجلس عليه وقت حكمها قبل قدومها عليه { قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ } يعني: قبل أن ينقضي مجلس حكمك.
وكان فيما يقال من أول النهار إلى قريب الزوال، يتصدى لمهمات بني إسرائيل، وما لهم من الأشغال { وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ } أي: وإني لذو قدرة على إحضاره إليك، وأمانة على ما فيه من الجواهر النفيسة لديك { قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ } .
المشهور: أنه آصف بن برخيا، وهو ابن خالة سليمان، وقيل: هو رجل من
مؤمني الجان، كان فيما يقال يحفظ الاسم الأعظم، وقيل: رجل من بني إسرائيل
من علمائهم، وقيل: إنه سليمان، وهذا غريب جدا، وضعفه السهيلي، بأنه لا يصح
في سياق الكلام. قال: وقد قيل فيه قول رابع وهو: جبريل.

{ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ }
قيل: معناه قبل أن تبعث رسولا إلى أقصى ما ينتهي إليه طرفك من الأرض، ثم
يعود إليك، وقيل: قبل أن يصل إليك أبعد من تراه من الناس، وقيل: قبل أن
يكل طرفك إذا أدمت النظر به قبل أن تطبق جفنك، وقيل: قبل أن يرجع إليك
طرفك إذا نظرت به إلى أبعد غاية منك ثم أغمضته، وهذا أقرب ما قيل.

{ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّا عِنْدَهُ } أي: فلما رأى عرش بلقيس مستقرا عنده في هذه المدة القريبة من بلاد اليمن إلى بيت المقدس في طرفة عين { قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ } أي: هذا من فضل الله علي، وفضله على عبيده، ليختبرهم على الشكر أو خلافه { وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } أي: إنما يعود نفع ذلك عليه { وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } أي: غني عن شكر الشاكرين، ولا يتضرر بكفر الكافرين.
ثم أمر سليمان عليه السلام أن يغير حلى هذا العرش، وينكر لها، ليختبر فهمها وعقلها، ولهذا قال:
{ نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا
يَهْتَدُونَ * فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ
كَأَنَّهُ هُوَ } وهذا من فطنتها وغزارة فهمها، لأنها استبعدت أن
يكون عرشها، لأنها خلفته وراءها بأرض اليمن، ولم تكن تعلم أن أحدا يقدر
على هذا الصنع العجيب الغريب.

قال الله تعالى إخبارا عن سليمان وقومه: { وَأُوتِينَا الْعِلْمَ
مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ * وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ
مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ } أي:
ومنعها عبادة الشمس التي كانت تسجد لها هي وقومها من دون الله، اتباعا
لدين آبائهم وأسلافهم، لا لدليل قادهم إلى ذلك، ولا حداهم على ذلك.

يتبع جزء ثاني

[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة سليمان بن داود عليهما السلام.1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة سليمان بن داود عليهما السلام.2
» قصة زكريا ويحيى عليهما السلام
» حياة ووفاة داود عليه السلام
» منشأ عيسى بن مريم عليهما السلام
» ذكر وفاة ومدة حياة سليمان عليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
!°¨¨™¤¦شاطئ اسكندرية¦¤™¨¨°! :: الاقسام الاسلاميــــــــــة :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: