قال الدكتور محمد البرادعي في حوار مع صحيفة «الجارديان» البريطانية أن
الحكومات الغربية تخاطر بخلق جيل جديد من الإسلاميين المتطرفين إذا ما
استمرت في دعم الحكومات القمعية في الشرق الأوسط.
وتابع البرادعي «أري
تزايداً في التطرف في هذه المنطقة من العالم وأنا أفهم السبب. الناس يشعرون
بأنهم يتعرضون للقمع من جانب حكوماتهم، يشعرون بأنهم يلقون معاملة ظالمة
من قبل العالم الخارجي، يستيقظون في الصباح فماذا يرون؟ يرون أناساً
يتعرضون لإطلاق النار ويقتلون،أناس جميعهم مسلمون، في أفغانستان والعراق
والصومال والسودان ودارفور».
وأضاف البرادعي «بالتأكيد هناك حكام
ديكتاتوريون، ولكن هل أنت مستعد كل مرة ترغب في التخلص من ديكتاتور أن تضحي
بأرواح الملايين من المدنيين الابرياء؟. كل الاشارات المنبثقة عن تحقيق
تشيلكوت (لجنة التحقيق البريطانية المستقلة في الحرب علي العراق) تقول إن
غزو العراق لم يكن بسبب أسلحة الدمار الشامل ولكن لتغيير نظام الحكم،
ومازلت أطرح السؤال نفسه؛ في أي بند من القانون الدولي وجدتم ما يسمح
بتغيير النظام؟ وإذا كان هذا انتهاك للقانون الدولي، من المسئول عن هذا؟».
وتابع البرادعي أن شعبية الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في الشرق
الأوسط والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله ينبغي أن تكون رسالة
للغرب، مفادها أن السياسي ليس فقط بشعبيته في الشارع لكنه بمدي قدرته علي
تحقيق الرفاهية للمواطنين واحترام حقوق الإنسان».
وأضاف البرادعي
"إذا دعمت الليبراليين، والاشتراكيين المعتدلين، وكل فصائل المجتمع، فعند
ذلك فقط سيتم تهميش المتطرفين". قائلا إنه لا يخشي ترهيب الأجهزة الأمنية،
وأشار إلي أن العديد من الحكومات الغربية أعربت عن قلقها حول سلامته في
مصر، في أعقاب التقارير الأخيرة عن اعتقال وتعذيب مناصريه من قبل الشرطة.
وأضاف
البرادعي «لا أعرف إلي أي حد سأكون موفقًا، لكن علي الأقل خلال الشهرين
الآخرين فقط نجحت في تقليل خوف الناس، ونجحت في أن أجعل الناس تفهم أن هناك
بديلاً لبن لادن والسلطوية».
وقال: «لا أحاول التصرف كمرشح رئاسي،
أريد فقط أن أنزل إلي الشارع وأستمع للناس ووجهات نظرهم المختلفة. وهذا
أظهر أن المثقفين المزعومين والمتعلمين ليسوا فقط من يريدون التغيير في
البلد، ولكن كل الناس، حتي من لا يقدرون الحرية السياسية فهم مازالوا بحاجة
للطعام والسكن».
وتابع البرادعي «إنه شيء جديد تمامًا علي
المصريين، أن تجعلهم مسئولين عن مستقبلهم، لكن هذا ليس قهوة سريعة الذوبان:
فهذا سيستغرق وقتًا، ومن الصعب جدًا تبديد خوف الناس ومنحهم الإحساس
بالثقة».